للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «الصفات نوعان:

أحدهما: صفات نقص؛ فهذه يجب تنزيه الله عنها مطلقًا؛ كالموت، والعجز، والجهل.

والثاني: صفات كمال؛ فهذه يمتنع أن يماثله فيها شيء» (١).

ومعتقد أهل السنة في أسماء الله وصفاته هو: أنهم يؤمنون بما وردت به نصوص القرآن والسنة الصحيحة إثباتًا ونفيًا، فهم بذلك:

١ - يُسَمُّون الله بما سمَّى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لا يزيدون على ذلك ولا ينقصون منه.

٢ - ويُثبتون لله عز وجل ويصفونه بما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

٣ - وينفون عن الله ما نفاه عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، مع اعتقاد أنَّ الله موصوف بكمال ضد ذلك الأمر المنفي.

فأهل السنة سلكوا في هذا الباب منهج القرآن والسنة الصحيحة فكل اسم أو صفة لله سبحانه وردت في الكتاب والسنة الصحيحة فهي من قبيل الإثبات؛ فيجب بذلك إثباتها.

وأمَّا النفي فهو أن ينفى عن الله عز وجل كل ما يضاد كماله من أنواع العيوب والنقائص، مع وجوب اعتقاد ثبوت كمال ضد ذلك المنفي.

فقول المصنِّف -رحمه الله-: «فلا يَنْفُونَ عَنْهُ ما وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ»


(١) «الصفدية» (١/ ١٠٢).

<<  <   >  >>