للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإلحاد في أسمائه تعالى أنواع.

أحدها: أن يسمى الأصنام بها؛ كتَسميتهم اللات من الإلهيَّة، والعُزَّى من العزيز، وتسميتهم الصنم إلهًا، وهذا إلحاد حقيقة؛ فإنهم عَدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة (١).

قال ابن عباس ومجاهد: «عدلوا بأسماء الله تعالى عما هى عليه، فسموا بها أوثانهم؛ فزادوا ونقصوا، فاشتقوا اللات من الله، والعُزَّى من العزيز، ومَناة من المنَّان» (٢).

الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله؛ كتسمية النصارى له أبًا، وتسمية الفلاسفة له: مُوجبًا بذاته أو علَّةً فاعلةً بالطبع، ونحو ذلك (٣)؛ وذلك لأنَّ أسماء الله- تعالى- توقيفية، فتسميته تعالى بما لم يُسَم به نفسه ميلٌ بها عما يجب فيها، كما أنَّ هذه الأسماء التي سَموه بها نفسها باطلة يُنزه الله تعالى عنها.

قال ابن حزم: «مَنع تعالى أن يُسَمَّى إلا بأسمائه الحسنى، وأخبر أنَّ مَنْ سَمَّاه بغيرها فقد ألحد» (٤).

وفي قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ومَن جعله تسبيحًا للاسم يقول: المعنى: إنَّك لا تسم به غير الله، ولا تُلحد في أسمائه، فهذا ما يستحقُّه اسم الله» (٥).

القسم الثاني: الإلحاد في آيات الله تبارك وتعالى:

قال العلَّامة ابن عثيمين -رحمه الله-: «وأما الإلحاد في آيات الله تعالى


(١) «بدائع الفوائد» (١/ ١٦٩).
(٢) «مدارج السالكين» (١/ ٣٠).
(٣) «بدائع الفوائد» (١/ ١٦٩).
(٤) «المحلى» (١/ ٢٩).
(٥) «مجموع الفتاوى» (٦/ ١٩٩).

<<  <   >  >>