للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فضرب في صدري، وقال: «واللهِ، لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المُنْذِرِ» (١).

وسُمِّيَت آية الكرسي؛ لأنَّ الله جل جلاله ذَكَر صفة كُرسيِّه فيه.

وقد تضَمَّنت هذه الآيةُ الجليلةُ أسماءً حُسنى وصفاتٍ عُلَا لله تَباركت أسماؤه وتقدست صفاته؛ بَيَّنها بالتفصيل العَلَّامة ابنُ عُثيمين رحمه الله؛ فقال: «وهذه الآية تتضمَّن من أسماء الله خمسة، وهي: (الله، الحي، القيوم، العَلِي، العظيم).

وتتضمن من صفات الله ستًّا وعشرين صفة، منها خمس صفات تتضمنها هذه الأسماء.

والسادسة: انفراده بالألوهية.

السابعة: انتفاء السِّنَة والنَّوم في حقِّه؛ لكمال حياته وقَيُّومِيَّتِهِ.

الثامنة: عموم ملكه؛ لقوله: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}.

التاسعة: انفراد الله -عز وجل- بالملك، ونَأْخُذُهُ مِنْ تقديم الخبر.

العاشرة: قوَّة السلطان وكماله؛ لقوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}.

الحادية عشرة: إثبات العِنْدِيَّة، وهذا يدلُّ على أنه ليس في كلِّ مكان، ففيه الردُّ على الحلولية.

الثانية عشرة: إثبات الإذن من قوله: {إِلَّا بِإِذْنِهِ}.

الثالثة عشرة: عموم علم الله تعالى؛ لقوله: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}.

الرابعة عشرة والخامسة عشرة: أنه -سبحانه وتعالى- لا يَنسى ما مضى؛ لقوله: {وَمَا خَلْفَهُمْ}، ولا يَجهل ما يستقبل؛ لقوله {مَا بَيْنَ


(١) أخرجه مسلم (٨١٠).

<<  <   >  >>