للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والذي يَعنينا هنا من بين تلك النتائج هو تحديد سبب خصوصية باب الأسماء، وما المانع من دخول بعض ألفاظ الصفات وغيرها في هذا الباب، وهذا يتضح لنا عند تحليل ما اشتقت منه أسماء الله.

فَمِنْ المعلوم: أنَّ أسماء الله الحسنى كلها مُشتقة؛ فكلُّ اسم من أسمائه مشتق إمَّا مِنْ صفة من صفاته، أو فِعل قائم به (١)، ولمعرفة صحة الاسم ينطر إلى الصفة أو الفعل الذي اشتُقَّ منه، ولبيان ذلك نقول:

أولًا: باب الصفات أوسع مِنْ باب الأسماء:

فإن كانت الصفة منقسمة إلى كمال ونقص لم تَدخل بمطلقها في أسمائه.

مثال ذلك: (المتكلم- والمُريد- والفاعل- والصانع)، فهذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه، ولهذا غلط مَنْ سَمَّاه بهذه الأسماء؟

لأنَّ الكلام والإرادة والفعل والصنع مُنقسمة إلى محمودٍ ومَذموم (٢).

ومِن أجل ذلك كان باب الصفات أوسع من باب الأسماء؛ فالله يُوصف بصفات كـ (الكلام، والإرادة، والاستواء، والنزول، والضحك)، ولا يُشتق له منها أسماء، فلا يُسَمَّى بالمتكلم، والمريد، والمُستوي، والنازل، والضاحك، «فهذه الأسماء التي فيها عُموم وإطلاق لما يُحمد ويُذم- لا تُوجد في أسماء الله الحسنى؛ لأنَّها لا تدل في حال إطلاقها على ما يُحمد الربُّ به ويُمدح» (٣).


(١) «شفاء العليل» (ص ٢٧١).
(٢) «بدائع الفوائد» (١/ ١٦١)، «شرح الأصفهانية» (ص ٥).
(٣) «نقض تأسيس الجهمية» (٢/ ١١).

<<  <   >  >>