للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي المقابل هناك صفات ورد إطلاق الأسماء منها؛ كـ (العُلُو، والعلم، والرحمة والقدرة)؛ لأنها في نفسها صفات مَدح، والأسماء الدالة عليها أسماء مدح» (١)؛ فمن أسمائه: (العَلِي، والعليم، والرحيم، والقدير).

قال ابن القيم رحمه الله: «إنَّ الصفة إذا كانت مُنقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه، بل يُطلق عليه منها كمالها، وهذا كالمُريد والفاعل والصانع، فإن هذه الألفاط لا تَدخل في أسمائه، ولهذا غلط مَنْ سَمَّاه بالصانع عند الإطلاق، بل هو الفَعَّال لما يريد؛ فإن الإرادة والفِعل والصُّنع مُنقسمة، ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلًا وخبرًا» (٢).

وقال رحمه الله: «ومِن هنا يَتبتن لك خطأ مَنْ أطلق عليه اسم (الصانع والفاعل والمُرَبِّي) ونحوها؛ لأن اللفظ الذي أطلقه- سبحانه- على نفسه، وأخبر به عنها أتم مِنْ هذا وأكمل وأجل شأنًا، فإنه يُوصف من كل صفة كمال بأكملها وأجلها وأعلاها.

فيُوصف من الإرادة بأكملها وهو الحكمة وحصول كل ما يُريد بإرادته … وكذلك العليم الخبير أكمل مِنْ الفقيه العارف، والكريم الجواد أكمل من السخي، والرَّحيم أكمل من الشفيق، والخالق البارئ المُصور أكمل من الفاعل الصانع.

ولهذا لم تجئ هذه في أسمائه الحسنى؛ فعليك بمراعاة ما أطلقه سبحانه على نفسه من الأسماء والصفات والوقوف معها، وعدم إطلاق ما لم يُطلقه على نفسه، ما لم يكن مطابقًا لمعنى


(١) «شرح الأصفهانية» (ص ٥).
(٢) «بدائع الفوائد» (١/ ١٦١).

<<  <   >  >>