للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بجلال الله عز وجل (١).

وتنقسم الصفات الفعلية من جهة تعلقها بمتعلقها إلى قسمين:

متعدية: وهي ما تعدَّت لمفعولها بلا حرف جرٍّ؛ مثل: (خَلَقَ، ورَزَقَ، وهَدَى، وأَضَلَّ)، ونحوها.

لازمة: وهي ما تتعدى لمفعولها بحرف جر؛ كـ (الإستواء والمجيء والإتيان والنزول)، ونحوها.

وإنَّما قسمت كذلك نظرًا للاستعمال القرآني من جهة، ولكونها في اللغة كذلك (٢)؛ قال ابن القيم: «فأفعاله نوعان: لازمة ومتعدية، كما دلَّت النصوص التي هي أكثر من أن تُحصر على النوعين» (٣)، وقال رحمه الله: «(المجيء والإتيان والذهاب والهبوط) هذه من أنواع الفعل اللازم القائم به، كما أنَّ (الخلق، والرزق، والإماتة، والإحياء، والقبض، والبسط) أنواع الفعل المتعدي، وهو- سبحانه- موصوف بالنوعين، وقد يجمعهما كقوله: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش}» (٤).

فأثبت أهلُ السنة جميع الصفات؛ الذاتية- منها- والفعلية، وأثبتوا أن الله متصف بذلك أزلًا، وأنَّ الصفات الناشئة عن الأفعال موصوف بها في القِدَم، وإن كانت المفعولات مُحدثة (٥).

ويمكن تقسيم الصفات الثبوتية كذلك إلى قسمين (٦):

القسم الأول: الصِّفات اللازمة.


(١) «شرح العقيدة الطحاوية» (ص ١٢٧).
(٢) «مجموع الفتاوى» (٦/ ٢٣٣)، (٥/ ٥١٨)، «التنبيهات السنية» (ص ٦٩).
(٣) «مختصر الصواعق» (٢/ ٢٢٩).
(٤) «مختصر الصواعق (٢/ ٢٥٤)، بتصرف يسير.
(٥) «مجموع الفتاوى» (٦/ ١٤٩، ٥٢٠، ٥٢٥).
(٦) «درء تعارض العقل والنقل» (٣/ ٣٢١ - ٣٢٤).

<<  <   >  >>