قال الشيخ عبد الرحمن السعدي عند «تفسيره» لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}: «هذا بيان لعظيم جلال وسعة أوصافه بأن له الأسماء الحسنى، أي: كل اسم حسن، وضابطه: أنه كل اسم دال على صفة كمال عظيمة، وبذلك كانت حسنى، فإنها لو دلت على غير صفة، بل كانت علمًا محضًا لم تكن حسنى، فإنها لو دلت على صفة ليست بصفة كمال، بل إمَّا صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح لم تكن حسنى، فكل اسم من أسمائه دال على جميع الصفة التي اشتُق منها، مستغرق لجميع معناها، وذلك نحو (العليم) الدال عليه أن له علمًا محيطًا عامًّا لجميع الأشياء، فلا يخرج عن علمه مثقال ذرَّة في الأرض ولا في السماء، و (الرحيم) الدال على أنه له رحمة عظيمة واسعة لكل شيء، و (القدير) الدال على أن له قدرة. عامة لا يعجزها شيء ونحو ذلك.
ومن تمام كونها حسنى: أنَّه لا يُدعى إلا بها، ولذلك قال:{فَادْعُوهُ بِهَا}، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة … » (١).
والحُسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده.
مثال ذلك:(الحيُّ): اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها.
مثال آخر:(الرحمن): اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للرحمة الكاملة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«للهُ أرحمُ بعباده مِنْ هذه بولدها»، يعني: أم صبي وجدته في السَّبي، فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته.
ومتضمن- أيضًا- للرحمة الواسعة التي قال الله عنها:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}، وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين:{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا}.