للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمغفرة بالرحمة والغفران؛ ولذلك حصل الاكتفاء في جواب الشرط بذكر هذين الوصفين دون التَّصريح للازمهما.

فتلاحظ دلالة الالتزام في هذا في قوله تعالى: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم}، فلازم إن عفوتَ وصفحتَ وغفرت أن يغفر الله لك.

ثانيًا: تطبيق الدَّلالات الثلاث على أسماء الله تعالى:

قال ابنُ القيم: «إنَّ الاسم من أسمائه- تبارك وتعالى- كما يدل على الذات والصفة التى اشتق منها بالمطابقة، فإنه يدل عليه دلالتين أُخريين بالتضمُّن واللزوم.

فيدل على الصفة بمفردها بالتضمُّن، وكذلك على الذات المجردة على الصفة،

ويدل على الصفة الأخرى باللزوم.

الأمثلة:

أ - (الخالق) يدل على ذات الله وعلى صفة الخلق بالمطابقة.

ويدل على الذات وحدها وعلى صفة الخلق وحدها بالتضمن.

ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام، كما في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً}، ذلك لأنَّ العلم والقدرة لازمان للخلق.

مثال آخر: (السَّميع) يدلُّ على ذات الرب وسمعه بالمطابقة.

وعلى الذات وحدها وعلى السمع وحده بالتضمن.

فاسمه تعالى (السميع) دل على ذت الله، وتضمن إثبات صفة السمع لله، وإثبات حكم ذلك ومقتضاه، وهو أنه يسمع السِّرَّ والنَّجوى، كما قال: {والله يسمع تحاوركما}.

<<  <   >  >>