للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدل على اسم (الحيِّ) وصفة الحياة بالالتزام.

وكذلك سائر أسمائه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فأسماؤه كلها مُتَّفقة في الدلالة على نفسه المقدسة، ثم كلُّ اسم يدل على معنى مِنْ صفاته ليس هو المعنى الذي دل على الاسم الآخر؛ فـ (العزيز) يدل على نفسه مع عِزَّته.

و (الخالق) يدل على نفسه مع خلقه.

و (الرَّحيم) يدل على نفسه مع رحمتها.

ونفسُه تستلزم جميع صفاته؛ فصار كلُّ اسم يدل على ذاته والصفة المختصة به بطريق المطابقة، وعلى أحدهما بطريق التضمن، وعلى الصفة الأخرى بطريق اللزوم» (١).

وقال الشيخ حافظ حكمي: «واعلم أنَّ دلالةَ أسماء الله- تعالى- حقٌّ على حقيقتها؛ مطابقة وتضمُّنًا والتزامًا.

فدلالة اسمه تعالى: (الرحمن) على ذاته عز وجل مطابقة، وعلى صفة الرحمة تضمُّنًا، وعلى الحياة وغيرها التزامًا.

وهكذا سائر أسمائه تبارك وتعالى.

وليست أسماء الله تعالى غيره، كما يقولُه المُلحدون في أسمائه؛ تعالى الله عمَّا يقولون علوًّا كبيرًا.

فإنَّ الله عز وجل هو الإله، وما سِوَاه عبيدٌ.

وهو الربُّ، وما سواه مَربوب.

وهو الخالق، وما سواه مخلوق.

وهو الأول فليس قبله شيء، وما سِواه محدث كائن بعد أن لم يَكن.


(١) «الإيمان» (ص ١٧٥)، ط: المكتب الإسلامي.

<<  <   >  >>