للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كمال كلها، وكثير من أسمائه الحسنى يَستلزم عِدَّة أوصاف؛ كالكبير، والعظيم، والمجيد، والحميد، والصَّمد، فهذه قاعدةٌ نافعةٌ» (١).

قال ابن القيم: «الاسم من أسمائه له دلالات: دلالة على الذات، والصفة بالمطابقة، ودلالة على أحدهما بالتضمن، ودلالة على الصفة الأخرى باللزوم» (٢).

وهذه القاعدة لا تختص بأسماء الله فقط، بل كل لفظ فإنه يدل على المعنى بالمطابقة والتضمن والالتزام، وعليه؛ فأنواع الدلالات ثلاثة:

دلالة المطابقة: وهي أن يدل اللفظ على جميع أجزاء معناه وأفراده.

ودلالة التضمن، فمعناها: دلالة اللفظ على جزء معناه.

وأما دلالة الالتزام، فمعناها: دلالة اللفظ على شيء خارج عنه، لكنه لا ينفك عنه، بل هو مرتبط به ارتباطًا وثيقًا (٣).

فالأسماء دلالتها مطابقة وتضمن والتزام:

١ - فدلالتها على الذات والصفة دلالة مطابقة.

٢ - ودلالتها على الصفة وحدها دلالة تضمُّن.

٣ - ودلالتها على الصفات الأخرى دلالة التزام.

ثم ضرب مثالًا لذلك باسم الله: (الخالق)؛ فهو:

١ - يدل على ذات الله، وعلى صفة الخلق بالمطابقة.

٢ - ويدل على صفة الخلق بالتضمن.


(١) «الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية» (ص ٥٤، ٥٥).
(٢) «بدائع الفوائد» (١/ ١٦٢).
(٣) انظر «شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى» للشيخ ابن باز (٤٤، ٤٥)، دار التيسير، الطبعة الاولى، ١٤٢٦ هـ، ٢٠٠٥ م.

<<  <   >  >>