الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
علامات الساعة الكبرى:
إن للساعة علامات صغرى وعلامات كبرى وقبل الحديث عن العلامات الكبرى نتحدث باختصار عن العلامات الصغرى: إن علامات الساعة الصغرى كثيرة، وظهر منها الكثير والكثير. وفي حديث جبريل -عليه السلام- السابق ذكر فيه علامتان.
العلامة الأولى: أن تلد الأمة ربها أو ربتها، العلامة الثانية: أن يتطاول الحفاة البهم رعاء الشاء في البنيان. والإمام العلامة ابن رجب الحنبلي تحدث عن هاتين العلامتين في كتابه القيم (جامع العلوم والحِكَم) عندما شرح حديث جبريل الذي يعرف بأم السنة. يقول ابن رجب -رحمه الله تعالى-: فقول جبريل -عليه السلام:((أخبرني عن الساعة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما المسئول عنها بأعلم من السائل)) يعني: أن علم الخلق كلهم في وقت الساعة سواء، وهذا إشارة إلى أن الله تعالى وحده استأثر بعلمها.
ولهذا في حديث أبي هريرة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((في خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى، ثم تلا:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ})) (لقمان: ٣٤) وقال الله -عز وجل-: {يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً}(الأعراف: ١٨٧).
وفي (صحيح البخاري) عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((مفاتيح الغيب خمسٌ لا يعلمها إلا الله، ثم قرأ هذه الآية:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَة})) الآية. وخرجه الإمام أحمد. ولفظه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أوتيت مفاتيح كل شيء إلا