التورع عن الشبهات، وأكل الطيب من الحلال، والتحذير من أكل الحرام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
فكل لحم نبت من حرام فالنار أولى به، ويتفرع عنه أيضًا، فضل الورع والزهد، ومن يترك شيئًا لله تعالى.
يتفرع عنه أيضًا: ما يحتقره الإنسان من الكلام والصمت، وحفظ اللسان، يتفرَّع عنه أيضًا: العُزلة والتوكل على الله، ويتفرع عنه أيضًا: الخوف والرجاء، وساعة وساعة، وذكر الموت، وما جاء في الحزن، كما يتفرع من هذه العناصر الخشية من الله، وأن يقشعر جسد العبد من خشيته لله، وأيضًا البراءة من النفاق. من تخلق بهذه الأخلاق التي ذكرتها؛ نجا من الفتن، ولقد جاء تحت كل عنصر من هذه العناصر أحاديث أوردها الإمام الحافظ الهيثمي في كتابه (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد).
وإليكم بعض هذه الأحاديث كما رواه الإمام الهيثمي تحت كل عنوان من العناوين السابقة.
قال: باب: "في من نبت لحمه من الحرام": عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((لا يدخل الجنة جسد غُذِّي بحرام)) رواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني في (الأوسط)، ورجال أبي يعلى ثقات، وفي بعضهم خلاف. وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به)) رواه الطبراني في (الأوسط) لرواية أيوب بن سويد عن الثوري، وهي مستقيمة، وإبراهيم بن خلف الرملي لم أعرفه وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:((لا يدخل الجنة لحم نبت من سُحت)) رواه الطبراني، وفيه حسين بن قيس وهو متروك، إلا أن الأحاديث السابقة في هذا الموضوع كافية في هذا الباب.