للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه من الردَّة، وليس بعد الكمال إلا الفناء والزوال قال تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (يونس: ٢٤).

خروج المسيح الدجال، وما يتبعه من علامات

خروج المسيح الدجال:

يُقال المسيح، ويقال المسيخ، المسيح لأنه يمسح الأرض، ولأنه ممسوح العين، كما يقال: المسيخ لأنه ممسوخ الخِلقة، فعينه طافئة كأنها عنبة، والدجال أي: الكذاب. خروج المسيح الدجال من علامات الساعة، ومن أماراتها الكبرى أنس يخرج هذا المسيح الدجال ويدَّعي الألوهية، ويُحاول أن يفتن الناس عن دينهم مما يُحدثه من خوارق للعادات، وبما يظهر على يديه من عجائب فيفتن به بعض الناس، ويثبِّت الله الذين آمنوا فلا يُخدعون بأضاليله، ثم ينجلي أمره، وينكشف، ويُفضح، ويُقضى على فتنته، ويُقتل بأيدي المسلمين وقائدهم حينئذٍ عيسى -عليه السلام.

وقد حذَّرت الرسل أممهم من فتنته وغوايته، كما حذَّر منها -أي: من فتنته ومن غوايته- خاتم الرسل -صلى الله عليه وسلم- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استنصت الناس يوم حجة الوداع)) معنى استنصت أي: طلب من أصحابه أن يطلبوا من بقية الصحابة أن يسمعوا قوله، وأن ينصتوا له- ((فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر الدجال فأطنب في ذكره -يعني: أطال- وقال: ما بعث الله من نبي إلا أنذر أمته، وإنه يخرج فيكم، فما خُفي عليكم من شأنه فلا يخفى عليكم، إن ربكم ليس بأعور؛ وإنه أعور العين اليُمنى كأن عينه طافئة)) رواه البخاري ومسلم.

<<  <   >  >>