للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال غيره: "أصل الفتنة الاختبار، ثم استعملت فيما أخرجته المحنة إلى المكروه، ثم أطلقت على كل مكروه، أو آيل إليه كالكفر، والإثم، والتحريق، والفضيحة، والفجور، وغير ذلك".

تحذير النبي -صلى الله عليه وسلم- من الوقوع في الفتن

باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (الأنفال: ٢٥) وما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُحذِّر من الفتن:

روى البُخَاريُّ بسنده عن ابن أبي مليكة قال: قالت أسماء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((أنا على حوضي أنتظر من يرد علي، فيؤخذ بناس من أمتي فأقول: أمتي. فيقال: لا تدري مشوا على القهقهري)). قال ابن أبي مليكة: "اللهم إنا نعوذ بك من أن نعود على أعقابنا، أو نُردّ على أعقابنا أو نفتن".

وروى البخاري قال: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((أنا فَرَطكم على الحوض من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدًا؛ ليَرِدُنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يُحال بيني وبينهم) قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا، فقال: هكذا سمعت سهلًا؟ فقلت: نعم. قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال: ((إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما بدَّلوا بعدك، فأقول سُحقًا سُحقًا لمن بدل بعدي)).

<<  <   >  >>