الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
بقية الإيمان، وما يتعلق به من مباحث، وأثر الإيمان في حياة الأمة فقلنا: إن من متعلقات الإيمان الإيمان بالملائكة، وتحدثنا عن عملهم في عالم الأرواح وما يتعلق بذلك. وفي هذا الدرس نتحدث عن عملهم في الطبيعة ومع الإنسان. أقول -وبالله التوفيق-:
إن الله تعالى جعل للملائكة عمل في الطبيعة ووكل إليهم مهام يتصرفون فيها بأمر ربهم؛ فلهم عمل في تدبير أمور الكون من إرسال الرياح والهواء من سوق السحب، وإنزال المطر، ومن إنبات النبات، ونحو ذلك من الأعمال الخافية على الأنظار التي لا تقع تحت الحواس، والملائكة تلازم الإنسان في حياته كلها، بل وبعد مماته.
قال تعالى:{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}(الانفطار: ١٠: ١٢)، وقال تعالى:{اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ * سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ * لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}(الرعد: ٨، ١١) وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن معكم من لا يفارقكم إلا عند الخلاء، وعند الجماع، فاستحيوهم وأكرموهم)).
يقول الشيخ سيد سابق في كتابه (العقائد الإسلامية) لما تحدث عن أعمال الملائكة تحت عنوان: "عملهم في الطبيعة مع الإنسان" قال: وللملائكة عمل في تدبير