للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الثامن

(تابع: علامات الساعة الكبرى)

طلوع الشمس من المغرب، وخروج الدابة، وظهور المهدي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين: ترتيب علامات الساعة الكبرى خروجًا ووقتها:

ذكرنا فيما سبق الكثير من العلامات الصغرى، وذكرنا العلامات الكبرى والتي هي عشر آيات، وهذه الآيات العشر لا تخرج مرة واحدة، وإنما تخرج تباعًا، وكأنها عِقد انفرط. فأول الآيات خروجًا أو ظهورًا طلوع الشمس من المغرب، أو الدابة التي تخرج فتُكلم الناس. وعلى كل حال فأيتهما خرجت كانت الثانية على إثرها، يعني: إذا طلعت الشمس مباشرة بعدها تكون الدابة، إذا خرجت الدابة، تكون الشمس معها مباشرة فهما مقترنتان.

ثم يخرج بعد ذلك المهدي: وهو رجلٌ من آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يملأ الأرض عدلًا بعدما مُلئت جورًا وظلمًا، ولم يُذكر أنه من العشر؛ لكنه سيكون مع هذه الآيات، ثم بعده يظهر الدجال، وبعد الدجال ينزل سيدنا عيسى ابن مريم -عليه السلام- فيتعاون مع المهدي في قتل الدجال، ثم يعمل عيسى -عليه السلام- على إبطال النصرانية، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويعمل بالإسلام، ويحقق وعد الله تعالى في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (الفتح: ٢٨).

ثم يكون الدخان وظهور يأجوج ومأجوج، ثم بعد ذلك ثلاثة خسوف: "خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب"، وآخر الآيات نارٌ تخرج من اليمن، أو من قعر عدن تسوق الناس إلى أرض المحشر، وعلى ذلك يكون ترتيب الآيات يعني: علامات الساعة الكبرى كما يلي:

أولًا: طلوع الشمس من المغرب.

ثانيًا: خروج الدابة، وقد تكون الدابة أولًا ثم طلوع الشمس، وعلى كل فهي تهمة خرجت كانت الأخرى على إثرها مقارنة لها، قال -صلى الله عليه وسلم: ((إنّ أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضُحى)) في وقت

<<  <   >  >>