يفرط في حقها؛ قال الله تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}(الأحزاب: ٧٢) والظلم والجهل آفتان عرضتا للفطرة الأولى وعني الإنسان بجهادهما فلن يخلص له إيمان إلا إذا نقاه من الظلم؛ قال تعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ}(الأنعام: ٨٢) ولن تخلص له تقوى إلا إذا نقاها من الجهالة؛ قال تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}(فاطر: ٢٨) ولذلك بعد أن تقرأ الآية التي حملت الإنسان الأمانة تجد أن الذين غلبهم الظلم والجهل خانوا ونافقوا وأشركوا فحق عليهم العقاب، ولم تكتب السلامة إلا لأهل الإيمان والأمانة؛ قال تعالى:{لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}(الأحزاب: ٧٣).
العدل، ونماذج من عدل النبي -صلى الله عليه وسلم
العدل هو إيثار الحق، وإعطاء كل ذي حق حقه دون زيادة أو نقصان، وهو المساواة في كل أمر يشترك فيه الناس، والعدل مطلوب في كل شيء؛ فعلى المسلم أن يعدل مع نفسه، ومع أهله، ومع ربه، ومع بدنه، ومع جيرانه، وأن يعطي كل ذي حق حقه، وهذا ما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لسلمان الفارسي -رضي الله عنه-: ((إن لربك عليك حق ًّ ا، وإن لزوجك عليك حق ًّ ا، وإن لبدنك عليك حق ًّ ا، وإن لزورك - أي زوارك - عليك حق ًّ ا؛ فأعط كل ذي حق حقه)).
والعدل خلق نبيل نادت به كل الرسل، وجاءت به كل الشرائع السماوية؛ فمثل ً االعدل في الكيل والميزان حث عليه الإسلام في القرآن الكريم، وعلى لسان النبي الكريم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وجاء في القرآن الكريم ذكره على لسان كثير من النبيين؛