أمور الكون من إرسال الرياح، والهواء، ومن سوق السحب، وإنزال المطر، ومن إنبات النبات، ونحو ذلك من الأعمال الخافية على الأنظار التي لا تقع تحت الحواس، ثم قال: وهم يلازمون الإنسان في حياته كلها، وبعد مماته.
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((إن للشيطان لمة بابن آدم، وللمَلَكِ لَمَّة، فأما لمة الشيطان؛ فإيعاذ بالشر، وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك؛ فإيعاذ بالخير، وتصديق بالحق، فمن وجد من ذلك شيئًا؛ فليعلم أنه من الله، وليحمد الله، ومن وجد الأخرى؛ فليتعوذ من الشيطان، ثم قرأ -صلى الله عليه وسلم-: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ})) (البقرة: ٢٦٨).
من أعمال الملائكة أيضًا: دعاء الملائكة للمؤمنين، والله -سبحانه وتعالى- لسعة مغفرته، ولحبه لعباده يلهم ملائكته أن يضرعوا إليه بالدعاء، ويسألوه برحمته التي وسعت كل شيء، وعلمه الذي وسع كل شيء أن يغفر للتائبين، ويدخلهم في عباده الصالحين، قال تعالى:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(غافر: ٧: ٩) وروى مسلم: ((أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان يدعوان يقول أحدهما: اللهم أعط ممسكًا تلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط منفقًا خلفًا)).
من أعمالهم أيضًا تأمينهم مع المصلين والملائكة تؤمن مع المصلين؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا