قال الشيخ رشيد رضا -رحمه الله تعالى:"ويَدُلّ القدر المشترك منها على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كُشف له، ومثَّل له ظهور دجال في آخر الزمان يُظهر للناس خوارق كثيرة، وغرائب يفتتن بها خلقٌ كثير، وأنه من اليهود، وأن المسلمين يقاتلونه، ويقاتلون اليهود في هذه البلاد المقدسة، وينتصرون عليهم، وقد كشف له ذلك مجملًا غير مفصل، كما كشف له غير ذلك من الفتن، فذكره فتناقله الرواة بالمعنى، فأخطأ بعضهم، وتعمَّد الذين كانوا يبثُّون الإسرائيليات ويدسونها في الروايات، تعمدوا أن يدسُّوها أيضًا في المسيخ الدجال".
ولا يبعد أن يكون طُلَّاب الملك من اليهود الصهيونيين بتدبير فتنة في هذا المعنى، يستعينون عليها بخوارق العلوم، والفنون العصرية، كالكهرباء والكيمياء، وغير ذلك، والله أعلم.
ويؤيِّد هذا الرأي الذي قاله الشيخ رشيد رضا الأحاديث الآتية: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((لا تقومنَّ الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله)) وهذا مجاز عن عدم إفادة الاختباء شيئًا.
وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال)) رواه أبو داود، وهذا الفتح غير الفتح الأول، ففي رواية الترمذي ((فتح القسطنطينية مع قيام الساعة)).
نزول عيسى -عليه السلام: يُستخلص من مجموع الأحاديث أن عيسى -عليه السلام- ينزل في آخر الزمان أثناء وجود الدجال، ويكون نزوله هذا علامة من علامات الساعة الكبرى فيحكم بالقسط، ويقضي بشريعة الإسلام، ويُحيي من شأنها ما تركه الناس،