للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستلزم العلم بوقت مجيئها؛ فإن العلم بوقت المجيء لا يعلمه إلا الله تعالى، وأن يصبح الملوك والأمراء والرؤساء من أولاد السراري، لا من أولاد بنات البيوتات العريقة بحسن التربية، وعلوِّ الأخلاق، وكمال المروءة، كما يُصبح أهل البداوة، ورعاة الغنم من أصحاب الثروة، والترف، والقصور العالية، والترأس على الناس.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يومًا بارزًا للناس فأتاه جبريل وقال: ((يا رسول الله، متى الساعة؟ فقال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل, ولكن سأحدثك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربتها، فذاك من أشراطها، وإذا كانت الحفاة العراة رعاة الشاه رءوس الناس، فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رُعاة الغنم في البنيان، فذاك من أشراطها)) رواه ابن أبي شيبة.

وفي حديث جبريل ((أنه سأل الرسول عن الساعة؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: ما المسئول عنها بأعلم من السائل؟ قال: فأخبرني عن أمارتها. قال: أن تلد الأمة ربَّتها، وأن ترى الحُفاة العراة العالة، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)) رواه البخاري ومسلم عن عمر.

وفي حديث الإمام البخاري جملة من هذه العلامات عدَّتها إحدى عشرة علامة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تقوم الساعة حتى تقتَتِل فئتان عظيمتان؛ تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة، وحتى يُبعث دجَّالون كذابون قريبًا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج -وهو القتل، وحتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يُهمّ رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه، فيقول الذي يعرضه عليه: لا إِرَب لي به - لا حاجة لي به- وحتى يتطاول

<<  <   >  >>