وروى مسلم أيضًا بسنده قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود الأنصاري فقال حذيفة راويًا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم:((لأنا بما مع الدجال أعلم منه، إن معه نهرًا من ماء ونهرًا من نار، فأما الذي ترون أنه نار ماء، وأما الذي ترون أنه ماء نار، فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يراه أنه نار، فإنه سيجده ماء)) قال أبو مسعود: هكذا سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول.
وبسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:((ألا أخبركم عن الدجال حديثًا ما حدثه نبي قومه، إنه أعور، وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه)). وبسنده عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع يعني: رفع من شأنه وقلل من شأنه في نفس الأمر، وقربه إليهم حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال:((ما شأنكم؟ قلنا: يا رسول الله، ذكرت الدجال غداة فخفَّضت فيه ورفَّعت حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال: غير الدجال أخوفني عليكم)) -أي: أخاف عليكم- ((إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه شاب قطط -يعني: شديد جعودة الشعر مباعد للجمودة المحبوبة- عينه طافئة كأنه يشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خَلة بين الشام والعراق، فعاث يمينًا وعاث شمالًا يا عباد الله فاثبتوا، قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟)) -يعني: يمكث كم- ((قال -عليه الصلاة والسلام: أربعون يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم. قلنا: يا رسول الله، فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟، قال: لا، اقدروا له قدره. قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم