بسرعة ليُشعل الفتنة بين الناس، هذه الفتنة من تعرض لها وقع فيها، ((من تشرَّف لها تستشرفه)) ثم يحذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويدعو المسلم إلى أن يبتعد عن هذه الفتن فيقول:((ومن وجد فيها ملجأ فليَعُذْ به)).
وروى مسلم أيضًا بسنده مثل هذا الحديث؛ إلا أن أبا بكر يزيد ((من الصلاة صلاة من فاتته؛ فكأنما وُتر أهله وماله)) صلاة العصر، جاءت في أحاديث أخرى. كأنما ضاع أهله وماله. وروى مسلم أيضًا بسنده عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم:((تكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان)) يعني: والنائم هنا ليس المراد النوم وإنما الذي يكون بعيدًا عن هذه الفتن ولا يشارك فيها، النائم فيها خير من اليقظان، واليقظان فيها خير من القائم ((فمن وجد ملجأ أو معاذًا فليستعذ)) يعني: الذي يجد ملجأ، أو شيء يعيذه من هذه الفتن فليلجأ إلى هذا المكان.
وروى مسلم أيضًا بسنده قال: حدثني أبو كامل الجحدري فُضيل، وفضيل بن حسين، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عثمان الشحام قال: انطلقت أنا وفرقد السبخي إلى مسلم بن أبي بكرة، وهو في أرضه فدخلنا عليه فقلنا: هل سمعت أباك يُحدِّث في الفتن حديثًا؟ قال: نعم. سمعت أبا بكرة -هو أبوه- أبو بكرة نفيع بن الحارث، هذا ابنه الذي يروي هذا الحديث، قال: نعم. سمعت أبا بكرة يُحدِّث، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:((إنها ستكون فتن، ألا ثَمَّ تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا فإذا نزلت أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه)) يعني: يروح الصحراء بعيد عن الفتن، ويعيش يرعى الإبل والأغنام، ويأكل منها، ((ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فقال رجل: يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض)) يعني: ماذا يفعل؟ كالذين