كما يعلم أن دون غدٍ الليلة، إني حدَّثته حديثًا ليس بالأغاليط -يعني: عمر كان هو الباب، ولما مات سيدنا عمر فُتحت الفتنة كما تعلمون- قال: فهبنا أن نسأل حذيفة مَن الباب؟ فقلنا لمسروق: سله، فسأله، فقال حذيفة: عمر"، يعني: هو الباب الذي كُسر، ولم تغلق الفتنة بعد ذلك.
وروى الإمام مسلم نفس الحديث بسند آخر، وشقيق يقول فيه: سمعت حذيفة يقول.
وروى مسلم أيضًا عن أبي وائل عن حذيفة قال: قال عمر: من يحدثنا عن الفتنة واقتص الحديث بنحو حديثهم السابق.
وروى مسلم بسنده أيضًا، قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن حاتم، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا ابن عون عن محمد قال: قال جندب: جئت يوم الجرعة؛ فإذا رجل جالس فقلت: ليهرقنَّ اليوم هاهنا دماء، فقال: ذاك الرجل كلَّا والله، قلت: بلى والله، قال: كلا والله، قلت: بلى والله، قال: كلا والله إنه لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثنيه، قلت: بئس الجليس لي أنت منذ اليوم، تسمعني أخالفك، وقد سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا تنهاني، ثم قلت: ما هذا الغضب، فأقبلت عليه وأسأله، فإذا الرجل حذيفة.
أيضًا حديث آخر نختم بهذه الأحاديث في الفتن رواه مسلم بسنده عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((لا تقوم الساعة حتى يَحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيُقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو)) هذه كلها أحاديث صحيحة في الكتاب الذي هو أصح الكتب بعد كتاب البخاري، وهو صحيح مسلم، فلا يسع المسلم إلا التصديق بما جاء وما ورد فيها، والإيمان بكل ما جاء فيها على لسان المصطفى -صلى الله عليه وسلم. فعلى المسلم أن يحذر الفتن وأن يتوقاها.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.