الطعام الذي يصنعه الرجل يدعو إليه الناس، ومنه حديث ابن مسعود:((القرآن مأدبة الله في الأرض)) يعني: مدعاته للناس للخير والنفع.
تعريف الأخلاق: الأخلاق جمع خلق، وهو يُستعمل عند أهل اللغة في معانٍ كثيرة منها: الطبع، وهو الصفة الراسخة التي جُبل عليها الإنسان دون إرادة منه.
٢ - العادة: وهي الصفة الراسخة المكتسبة بالإرادة عن طريق المران والتدريب.
٣ - السجية: وتشمل المطبوع والمكتسب الذي أصبح عادة.
وقال ابن الأثير: الخُلق -بضم اللام وسكونها- الدين والطبع والسجية، وإليك ما جاء في (النهاية) في شرح معنى الخلق يقول: في مادة خلق يقول: في أسماء الله تعالى الخالق، وهو الذي أوجد الأشياء جميعها بعد أن لم تكن موجودة، وأصل الخلق التقدير، فهو باعتبار تقدير ما منه وجودها، وباعتبار الإيجاد على وفق التقدير خالق، وفي حديث الخوارج ((هم شرُّ الخلق والخليقة)) الخلق هو الناس، والخليقة البهائم، وقيل: هما بمعنًى واحد، ويريد بهما جميع الخلائق.
وفيه ((ليس في الميزان أثقل من حسن الخلق)) يُراد به الدين والطبع والسجية، وحقيقته: أنه لصورة الإنسان الباطنة، وهي نفسه، وأوصافها، ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة، وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب مما يتعلقان بأوصاف الصور الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكررت الأحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع، كقوله -صلى الله عليه وسلم:((أكثرُ ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق))، وقوله -صلى الله عليه وسلم:((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا))، وقوله