إنّ الوفاء بالعهد خلق كريم نبيل نادت به كل الشرائع وجاء على كل الرسل وبه تنزلت كل الكتب وهو من الصفات التي وصف بها الحق -سبحانه وتعالى- نفسه فما أجمل أن يتصف بها كل مسلم قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(التوبة: ١١١).
فالوفاء بالعهد خلق نبيل دعت إليه كل الشرائع وجاء على لسان كل الرسل وجاء الإسلام، فأكد عليه ونادى به، قال تعالى في سورة الإسراء {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}(الإسراء: ٣٤)