تكبرًا عليهم، والمرح التبختر، وقال تعالى:{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}(القصص: ٧٦)، إلى قوله تعالى:{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ}(القصص: ٨١) كان سبب ذلك الخسف هو تكبر قارون على الناس الذين كانوا معه.
الأحاديث:
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذره من كبر)) فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال:((إن الله جميل يحب الجمال؛ الكبر بطر الحق وغمط الناس)) رواه مسلم، المعنى: أن الجمال والتزين ليس تكبرًا فإن الله جميل يحب الجمال، إنما الكبر هو احتقار الناس وغمطهم وأكل حقوقهم.
وعن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أن رجلًا أكل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشماله فقال له -عليه الصلاة والسلام-: ((كُلْ بيمينك)) قال الرجل: لا أستطيع، فقال له -عليه الصلاة والسلام-: ((لا استطعت)) هذا الرجل منعه الكبر من أن يأكل بيده، فقال له -عليه الصلاة والسلام- عندما قال: لا أستطيع تكبرًا، قال له -عليه الصلاة والسلام-: ((لا استطعت)) دعا عليه، قال سلمة بن الأكوع: فما رفعها إلى فيه؛ يعني ما استطاع فعلًا أن يرفعها إلى فمه مرة أخرى؛ لأنه قال: لا أستطيع تكبرًا على أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وعن حارثة بن وهب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:((ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر)) حديث متفق عليه؛ أي رواه البخاري ومسلم؛ فأهل النار هو كل عتل جواظ متكبر ومختال على الناس.