وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل رأسه يختال في مشيته إذا خسف الله به؛ فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة)) حديث متفق عليه، ومرجل رأسه؛ أي ممشطه، يتجلجل بالجيمين؛ أي يغوص وينزل إلى يوم القيامة.
وعن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. ومعنى يذهب بنفسه؛ أي يرتفع ويتكبر على خلق الله تعالى، يظل يظن في نفسه أنه أفضل من الناس، وأنه أعز من الناس حتى يكتب في الجبارين، نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يكتبنا في المتواضعين.
ولقد كتب الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة كلامًا طيبًا في كتابه (الأخلاق الإسلامية وأسسها) إليكم بعض ما كتبه تحت عنوان؛ "تحذير الإسلام من الكبر والغرور بالنفس" يقول: تبين لنا أن الكبر من أقبح الانحرافات الأخلاقية وأسوءها، وأنه قد يدفع بصاحبه إلى جحود خالقه والاستكبار على طاعته كما فعل إبليس -لعنه الله- ولذلك شدد الإسلام في تحريم الكبر وحذر منه، وشدد اللائمة على المستكبرين وأوعدهم بالعقاب الشديد، كما رغب بالتواضع وحث عليه، ومجد المتواضعين وأثنى عليهم، ووعدهم بالثواب الجزيل، وفيما يلي طائفة من النصوص الإسلامية في هذا المجال:
روى الترمذي بإسناد حسن عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون)) قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون؛ فما المتفيقهون؟ قال: