الثلاثة الذين كانوا في الغار فمشهورة محفوظة عند الجميع، فإليكم قصة أويس القرني:
روى مسلم، عن أسير بن عمرو أو هو أسير بن جابر، قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن، قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم، قال: لك والدة، قال: نعم، قال عمر سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:((يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)) فاستغفر لي يا أويس، فاستغفر أويس لعمر، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها، قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي؛ يعني أكون واحد عادي من الناس.
فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم؛ أي من أشراف اليمن فوافق عمر، فسأله عمر عن أويس، فقال: تركته رث البيت قليل المتاع؛ يعني زاهد في الدنيا وراض ٍ بما أعطاه الله، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:((يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)) فأتى الرجل أويسًا، فقال: استغفر لي، قال أويس للرجل: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي، لقيت عمر، قال: نعم فاستغفر له، فاستغفر له ففطن له الناس؛ يعني الناس عرفوا قدر أويس فانطلق على وجهه خرج من بيته وهاجر المكان والبلدة التي يعيش فيها.