رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن، انظر إلى عظمة الصحابيات ليسترن على أزواجهن يقلن لسيدنا بلال: ولا تخبره من بالباب، ولا تخبره من نحن، فدخل بلال على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأله فقال له: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((من هما؟)) قال بلال: امرأة من الأنصار وزينب، هنا أجاب بلال على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يعص أمره، وفي الوقت نفسه كتم سر المرأتين، فقال: امرأة من الأنصار وزينب، وكم من امرأة اسمها زينب، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أي الزيانب هي؟)) قال: امرأة عبد الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لهما أجران؛ أجر القرابة وأجر الصدقة)) حديث متفق عليه.
وعن أبي سفيان صخر بن حرب -رضي الله عنه- في حديثه الطويل في قصة هرقل؛ أن هرقل قال لأبي سفيان: فماذا يأمركم به؛ يعني النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: قلت: يقول: ((اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم)) ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط - وهي مصر -)) وفي رواية: ((ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط؛ فاستوصوا بأهلها خيرًا؛ فإن لهم ذمة ورحمًا))، وفي رواية:((فإذا افتتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذمة ورحمًا)) أو قال: ((لهم ذمة وصهرًا))، رواه مسلم.
قال العلماء: الرحم التي لهم كون هاجر أم إسماعيل منهم، والصهر كون مارية أم إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لما نزلت هذه الآية؛ وهي قول الحق - سبحانه وتعالى -: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}(الشعراء: ٢١٤) دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قريشًا فاجتمعوا فعم