فإذا استنصح المسلم أخاه المسلم في استشارة فمن حقه عليه أن ينصح له، وكذلك إذا رآه في حالة تستدعي نصيحته فمن حقه عليه أن ينصح له.
الحق السابع: إبرار المقسم:
فمن حلف على أخيه في أمر يستطيع فعله ولا معصية لله فيه؛ فمن حقه عليه أن يبر قسمه بفعل ما حلف عليه فيه.
الحق الثامن: نصر المظلوم:
فمن وجد أخاه المسلم مظلومًا؛ ف من حقه عليه أن ينصره بما يستطيع من قول أو شفاعة أو عمل.
وهذه الحقوق الأخلاقية الاجتماعية من شأن تأديتها أن تؤكد وتوثق الروابط الاجتماعية بين المسلمين، وتمكن المودات في قلوبهم، وهي من ظواهر التواد والتراحم والتعاطف، ومن ظواهر معنى الجسدية الواحدة بين المسلمين.
أما إفشاء السلام فهو أدب من آداب الإسلام الاجتماعية، وقد أمر الإسلام المسلمين بها؛ فالمسلم مطالب بأن على من عرف من المسلمين ومن لم يعرف، ومكلف أن يرد التحية بمثلها أو بأحسن منها، ولا يستهين بهذا الأدب ويعرض عن تطبيقه إلا مصاب في أخلاقه بمرض الكبر والعجب بالنفس، أو بالأنانية المفرطة التي يبخل معها بعطاء التحية، وعطاء التحية أهون عطاء يبذله الإنسان من لسانه ووجهه، وهذا الأدب الإسلامي الاجتماعي يمثل أول خيط من خيوط الترابط الاجتماعي، وتكراره يعقد الصلا ت وينسج المودات.
وأما عيادة المريض؛ فهي من الآداب الاجتماعية الإسلامية / وهي حق من حقوق المسلم على أخيه؛ لأن المريض بحاجة ماسة إلى من يواسيه ويسليه، ويتفقد أحواله، ويساعده إذا احتاج إلى مساعدة، ويدعو له بدعوة صالحة عسى أن تكون رقية نافعة يشفيه الله بها.