وجاء في روايات هذا الحديث أيضًا أنه يوم البعث وذلك عندما قال -صلى الله عليه وسلم- لجبريل عند سؤاله عن الإيمان قال: له -عليه الصلاة والسلام- في الجواب، وأن تؤمن بالبعث بعد اليوم، والساعة غيب لا يعلمه إلا الله فلا يعلم متى الساعة نبي مرسل ولا ملك مقرب، قال -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث عندما تحدث عن علامات الساعة، وذلك في خمس لا يعلمهن إلا الله، ومن الخمس الساعة؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- تلا قول الحق -سبحانه وتعالى-: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وهذا جبريل في هذا الحديث وهو ملك مقرب بل هو الملك الموكل إليه الوحي إلى الرسل لا يعرف متى تكون الساعة ملك من المقربين، ويجيبه سيد الخلق وخاتم الرسل بأنه لا يعرف أيضًا متى تكون؛ فالساعة غيب لا يعلمه إلا الله، قال تعالى:{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}(الأحزاب: ٦٣).
ولا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، أي: أن الإيمان يقبض، وينزع من الأرض فلا يكون في الأرض موحد يقول: الله الله؛ فتقوم الساعة على من بقي، وهم عندئذ شرار الخلق، إذ تقوم ريح لينة من قبل الحق -سبحانه وتعالى- يرسلها قبيل