جانب هام في نظرها؛ أما عن صلة العضوين الأجنبيين بالأدب العربي المعاصر وصلة أناس آخرين غيرهما من عرب وغير عرب بهذا الموضوع نفسه فأمر خارج عن مجال هذه الدراسة، وكذلك يقال في مناقشة كثير من الآراء الخاطئة والآراء الظالمة (أعني الخاطئة عن سبق إصرار وتعمد) التي قيلت في الأدب العربي وفي الحضارة العربية.
إنما الحديث هنا عن السياب، وكان المحاضر السابع (أي الأخير) في ذلك المؤتمر، وكانت محاضرته ذات شقين أحدهما كلمة موجزة؟ كالتي يقرأها الطلاب في كتب تاريخ الأدب للمدارس الثانوية؟ عن تطور الأدب العربي، والثاني الالتزام في الأدب الحديث وصلته بالشيوعية. ومما يثير الدهشة في هذا القسم من المحاضرة تردد بدر بين القضية العامة والأمثلة الساخرة الفردية التي لا تدل إلا على محاولة ادرج السخرية في غير موضعها. ومهما يكن من شيء، فان هذا القسم الثاني وهو موضوع المحاضرة يدور على فكرة محددة وهي أن الالتزام في الأدب العربي المعاصر يتجه في ثلاث وجهات: الالتزام كما يفهمه الشيوعيون، والالتزام القومي الحزبي وهو من نوع الأول ولا يختلف عنه إلا في بعض الألفاظ التي يرددها كل من الفريقين تبعا لاختلاف الشعارين، والالتزام الحق وهو مذهب الشعراء الذين بجأوا إلى الرموز يعبرون بواسطتها عن تذمرهم من أوضاع بلادهم السياسية والاجتماعية على السواء: " وتعرضت هذه الفئة من الشعراء الملتزمين التزاما حقا إلى هجوم من اليمين واليسار على السواء فهي في نظر اليسار فئة تخدم مصالح البرجوازية والإمبريالية ولا تفكر بالجماهيلار، وهي في نظر اليمين المتطرف فئة تحاول تحطيم الشعر العربي بالخروج هن أوزانه وطرائق نظمه المتوارثة مدفوعة إلى ذلك بدوافع شتى أعظمها ما يغدقه عليها الاستعمار من مال؟. (١) . ولم