للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السبيل إلى قبول عرضهم السخي وأنا منذ حوالي الشهر لست قادرا على المشي بل ولا حتى على الوقوف؟ ثم أنني موظف حكومي وإجازاتي محدودة، ولم يبق لي من حق في إجازة اكثر من شهرين: شهر يمضي حتى أستطيع المشي وشهر أقضيه في الراحة: في لبنان إذا حصل المال وإلا ففي قيظ العراق؟ وما دمتم قد تبرعتم لعلاجي فلتكن مساعدتكم لي وأنا في لبنان. قد روا المبلغ الذي أصرفه في لندن ثم حولوه لي هنا " (١) .

وأرسل أصدقاؤه من الأدباء ببيروت برقية إلى السيد عبد الكريم قاسم يوجهون فيها نظرة إلى ما يعانيه شاعر عراقي مرموق، ويطلبون إليه أن تقوم الدولة العراقية بالإنفاق على علاجه، وكان وزير الصحة آنذاك وهو السيد عبد اللطيف الشواف صديقا للسياب منذ فترة بعيدة، ولهذا تولى لقناع رئيس الوزراء بالأمر، ويقول الدكتور عبد الله السياب: أن عبد الكريم قاسم رفض تقديم له لأن بعض مقالات بدر كانت قد خلقت له بعض المتاعب (٢) ، غير أن وزير الصحة لم ييأس، وتابع السعي حتى استطاع إقناع الزعيم بصرف معونة للشاعر، فصدر الأمر إلى الملحق العسكري في بيروت (الزعيم غانم إسماعيل) والى العقيد محسن الرفيعي مدير الاستخبارات العسكرية بأن يقدما للسياب مبلغا معينا وباقة من الزهر باسم رئيس الوزراء.

وهنا مسألة لا بد من أن نجلو غامضها في سبيل الحقيقة التاريخية،


(١) أضواء: ١٣١.
(٢) يقول مصطفى أن أخاه فصل من وظيفته بمديرية الأموال المتوردة لأنه نظم قصيدة في عبد الكريم قاسم صور فيها شخصا يهدي إلى آخر قميصا مسموما (أي أن نوري السعيد أهدى ثيابه إلى عبد الكريم قاسم) وانه كان ينبز عبد الكريم بلقب " أبي اللقالق "، ولعل المقالات التي يشير إليها الدكتور عبد الله هي تلك التي هاجم فيها الشيوعيين.

<<  <   >  >>