للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وازدادت حاله سوءا بعد عودته إلى العراق: " ما زالت صحتي متردية، سقطت أخيرا فانفطر العظم في رجلي وانفسخت في موضعين، ورغم العلاج الطويل ما زالت رجلي غير جيدة، وما زلت عاجزا عن السير إلا بمعونة العصا؛ لكنني لست يائسا ولا متشائما. ما زلت في الحياة أشياء جميلة كثيرة: الشعر والقصص واستذكار حوادث من الماضي ودفء الصداقة " (١) . ويضيف في الرسالة نفسها: " لم أكتب شيئا منذ مجيئي من بيروت إلا قصيدة شكر لزعيمنا وسأنشرها في إحدى الصحف العراقية قريبا ".

وعاد الأستاذ سيمون جارجي ممثل المنطقة العالمية لحرية الثقافة يقدم له شيئا من العون، وكان هذه المرة في صورة " زمالة " Fellowship دراسية بانكلترة حيث يدرس ويعرض نفسه على أطباء متخصصين، ووعده بان تنفق المنظمة أيضاً على معالجته (٢) ، وكتب بدر يستأذن الحكومة العراقية في ذلك فوافقت، وكتب إلى الأستاذ جارجي يقول: " أنا في انتظار بطاقة السفر بالطائرة التي ترسلونها ومصاريف الشهر الأول إذا تفضلتهم؛ انها فرصتي الوحيدة في الحياة، فأما أن أعود من لندن معافى أمشي كما يمشي بقية الناس وإما الشقاء الذي لا بد أن يؤدي إلى الانتحار، فالموت خير من حياة الكسيح؟. أما زلتم عند وعدكم بتحمل تكاليف معالجتي في لندن؟ نعم فليس من عادة المنطقة العالمية لحرية الثقافي أن تنكث بوعدها أو ان تسحب هباتها " (٣) . وعرج على بغداد قبل سفره، وزار صديقه جبرا في منزله؛ قال جبرا: " غير


(١) من رسالة إلى أدونيس بتاريخ ١٣/١٠/١٩٦٢.
(٢) يقول الأستاذ جبرا إبراهيم انه هو الذي سعى له في هذه الزمالة مع بعض الأصدقاء، ليدرس باكسفورد ويتفرع لكتابة مذكراته، غير أن مرضه أخره عن السفر في الوقت المقرر للدراسة فقبل في جامعة ضرم (درم - Durham) في شمالي انجلتره (حوار ص ١٢٨ العدد: ١٥) .
(٣) أضواء: ١٣٢ (من رسالة غير مؤرخة) .

<<  <   >  >>