للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهوى ترقرق مقلتاه له وينضح منه فوه. ... في هذه الشئون كلها تندفع كلماته كأنها قطرات دم تتساقط متتابعة من جرح فاغر. وفي لحظات كادت المعجزة تحقق ما عجز عنه العلم، لقد قتل قاسم (١) :

هرع الطبيب إلي؟ آه لعله عرف الدواء ... للداء في جسمي فجاء ... هرع الطبيب إلي وهو يقول: ماذا في العراق؟ ... الجيش ثار ومات قاسم؟ أي بشرى بالشفاء ... ولكدت من فرحي أقوم، أسير، أعدو، دون داء. ... ولكن المعجزة لم تتحقق، وسافر إلى باريس، فقضى فيها أياما تحت عناية الأستاذ جارحي الذي قدم له كل مساعدة ممكنة، فعرضه على طبيب أعصاب فرنسي، فكان ما قاله في تشخيص مرضه موافقا لما قاله الطبيب الإنكليزي، وطاف به في باريس بسيارته وأراه معالمها الكبرى، وفي الفندق الذي أقام فيه تعرف إلى الكاتبة البلجيكية " لوك نوران " وقرأ لها شيئا من قصائده، وحدثها عن سحر الطبيعة في جنوب العراق، وكانت الكاتبة تواسيه كل يوم بهدية من القرنفل، ومن اجلها كتب قصيدته " ليلة في باريس ":

لم يبق منك سوى عبير ... يبكي وغير صدى الوداع " إلى اللقاء " ... وتركت لي شفقا جمعها إناء. ... وظل قلبه لهذا الحنان إلي غمرته به حتى سماها في بعض رسائله: " شاعرتي، صديقتي، اميرة خيالي وشعري " (٢) . وقد


(١) منزل الاقنان: ١٣٧.
(٢) أضواء: ١٣٣.

<<  <   >  >>