للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العربي الذي يحيا دون ضمانات اجتماعية، فيعيش فريسة لتقلبات الظروف والسياسات ويموت ميتة الكلاب الضالة.

وليس من قبيل الثناء على السياب أن تقول انه استقبل أمر الفصل دون غضب، إذ كانت نفسه مرتاحة إلى الثورة التي ذهبت بقاسم وحكمه: " العهد الجديد في العراق منعش للروح مجدد للقوى، ولعله هو السبب المباشر في التحسن الذي طرأ على صحتي منذ وصولي إلى العراق " (١) . نعم أن كل ما يتصل بقطع رزقه وهو في تلك الحال يورثه صدمة: " ولولا الصدمة التي أصابتني نتيجة لفصلي من العمل لكنت الآن أحسن كثيرا " (٢) ولكنها كانت هذه المرة خفيفة، وبعد فترة قصيرة الغي قرار الفصل.

ولم يكن السياب يطمع في دخل كبير، إذ كان يعلم ان حاله لا تسعف على شيء من ذلك، وقد صرح للأستاذ جارجي بأن ما يعادل أربعمائة ليرة لبنانية في الشهر يكفيه ليعيش وعائلته عيش الكفاف، وهذه مقدمة مكشوفة لسؤال تال: كم أتقاضى شهريا عن عملي مراسلا لمجلة حوار؟::أنني مدفوع لأن اتجه هذا الاتجاه المادي في التفكير نتيجة الظرف الذي أنا فيه " وبعد بضعة أسابيع يكتب قائلا: " استلمت مع الشكر صكا بمبلغ أربعين دولارا لقاء اشتغالي مراسلا أدبياً لمجلة حوار " (٣) .

وكان منذ عاد من باريس يستعمل شيئا من الدهونات ودواء وصفه له الطبيب الفرنسي، ويحس ان نقطة الضعف لديه هي أن عموده الفقري لا يعينه على المشي بل يخذله مرات عديدة، حتى ليسقط على الأرض


(١) أضواء: ١٣٣ (من رسالة بتاريخ ٣٠ - ٣ - ٦٣) .
(٢) أضواء: ١٣٧ (من رسالة بتاريخ ٢٠ - ٤ - ٦٣) .
(٣) أضواء: ١٣٥ (من رسالة بتاريخ ١١ - ٦ - ٦٣) .

<<  <   >  >>