للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو في لندن قد انحسر لدى عودته إلى بلده، إذ اصبح قادرا على الشكوى بغير الشعر، ولكنه كان شديد الرصد لهذا الذي حدث، يتلمس اسبابه، فحينا يرى أنها ركود طبيعي بعد الجهد الذي بذله في لندن وكانت حصيلته ديوانا سماه " منزل الاقنان " طبع اثر عودته لبيروت: " أنني أمر في فترة ركود بعد فترة النشاط المحموم في انجلتره حيث أنتجت منزل الاقنان؟ " (١) وحينا يرجح ان يكون الركود أو الجفاف ناشئا عن الجو العائلي الذي يعيش فيه (٢) وحينا آخر لأنه يفتقر إلى تجارب جديدة (٣) وكان كل ما نظمه منذ عودته حتى ٢٠ - ٤ - ١٩٦٣ ثلاث قصائد، وارتفع العدد إلى أربع بعد ما يزيد على خمسة أسابيع، وبعد أسبوعين آخرين يتحدث عن ديوان جديد " لعله سيكون خير ما أنتجت حتى الآن " ويسأل صديقه أدونيس: " كم يدفع شريف الأنصاري في هذا الديوان " (٤) وأغلب الظن ان قصائد ذلك الديوان لم تكن مما نظمه بعد عودته من باريس، وإنما ضم متفرقات من قصائد لم تنشر في الدواوين السابقة، نظمت من قبل، وهذا هو؟ فيما أقدر - ما سماه من بعد " شناشيل ابنة الجلبي " لأن اكثر قصائده مما نظم في لندن وباريس.

في تلك الأثناء حدث حادث له دلالته من بعض نواحيه على مفهوم السياب للعلاقات التي كان ينشئها بدافع الرغبة في الحصول على ما يكفل الكفاف، فقد انفصل أدونيس عن مجلة شعر وعصبة الشعراء الملتفين حولها وكتب قصيدة نشرت في صحيفة أخرى، فبادر السياب إلى تهنئة صديقه على القصيدة وإظهار الشماتة بمجلة شعر، بعد أن كفته " حوار " ما


(١) من رسالة إلى أدونيس بتاريخ ٢٠ تموز ١٩٦٣.
(٢) أضواء: ١٣٣.
(٣) أضواء: ١٣٦.
(٤) من الرسالة السابقة إلى أدونيس.

<<  <   >  >>