يا مرج هل تذكرني راعيا ... اعبد فيك الله والراعيات
والبحر ما كان سوى جدول ... ينير في الليل سبيل الرعاة * * *
قالت لي الدوحة لا تيئس ... ستهبط المرج ففيم الشكاة
هاك جناحين فطر وائته ... واستوح فيه المتع الطارئات
وقدمت بين دموع الندى ... فرعين من أغصانها المورقات * * *
غنى الخريف الغاب ألحانه ... فانتثرت أوراقه راقصات
وقبل أن أدرك ما أبتغي ... ذوى جناحاي مع الذاويات كان الحنين إلى الرعاة يؤرقه، وكانت صورة " هالة " ما تزال تعيش في قلبه، رمزا لكل ما يجب في الريف، ولهذا لم يكد يجد الفرصة سانحة في عطلة الشتاء (١٩٤٣) حتى خف إلى القرية، ولكن قصيدة " تنهدات "(١) تنبئ انه لم يستطع أن يراها؟.. " انها لن تأتي " ذلك ما قاله في التوطئة للقصيدة: أكان ذلك لان فصل الشتاء حال دون قدومها