للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٠٨ - وفي الخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن ينظر إلى الخضرة وإلى الحمام الأحمر؛ وفي حديث آخر: كان يعجبه النظر إلى الأترجّ وإلى الحمام والطير. والطير جماعة مؤنثة واحدها طائر. وجمع الطائر أطيار وطيور، وقيل جمع الطائر طوائر كفارس وفوارس. وجاء تذكير الطير وهو قليل والتأنيث أكثر وأفصح، وجاء في التنزيل العزيز (والطير محشورة) (والطير صافات) وأما في التذكير فعلى قول الشاعر (١) :

لقد تركت فؤداك مستجنا ... مطوقةٌ على فَنَنٍ تغنَّى

يميل بها ويرفعها بلحنٍ ... إذا ما عنّض للمحزون أنّا

فلا يحزنكَ أيامٌ تولَّى ... تذكُّرها ولا طيرٌ أَرَنَّا ٣٠٩ - وكلُّ طائر يهدل ويرجّع، كالقمري والفاختة والورشان واليمامة واليعقوب وما أشبه ذلك، فالعرب تسميه حماماً، والحمام عند العرب القماري والدباسي، وهي التي يصفون بكاءها في بلادهم. والفاختة جنس من القماريّ إلا أنه هجين لا عتق له.

٣١٠ - جهم بن خلف (٢) :

تذكرتُ ليلى إذ رميتُ حمامةً ... وأنَّى بليلى والفؤادُ قريحُ

يمانية أمستْ بنجرانَ دارها ... وانت عراقيٌّ هواكَ نزوح

فإن سجعتْ ورقاءُ في رونق الضحى ... على الأيكِ حمّاءُ العلاطِ صدوح

مطوقةٌ طوقاً من الريش لا ترى ... لنائحه طوقاً سواه يبوح

وأسْعَدْنَها بالنَّوْحِ من كلِّ جانبٍ ... صواحبُ في أعلى الأراكِ تصيحُ

فهيَّجن صبًّا بالعراق مروعاً ... بصوتٍ يُعِلُّ القلبَ وهو صحيحُ

وكدتُ من الشوق المبرح إذ بكتْ ... بأسرارِ ليلى في الفؤاد أبوح


(١) الشريشي ٤: ١٦٦ لسويد بن الأعلم.
(٢) البيتان الأولان من قصدية طويلة نسبت في حماسة الخالديين ٢: ٣١٦ ليزيد ابن الطثرية؛ وجهم بن خلف أعرابي علامة بالغريب والشعر كان في عصر الأصمعي وخلف الأحمر وأكثر شعره في وصف الطيور والحشرات (معجم الأدباء ٧: ٢١١) .

<<  <   >  >>