دقيقةُ الجسم لها ساعدٌ ... تسعد من تحييه أَنفاسُهَا
محبوبةٌ في القيظِ مهجورة ... في القرّ لا يقربها ناسها
كأنها من بيتِ مال الهوا ... ان لوحت تنفضُ أكياسها ٦٣٨ - قال أبو الفوارس سوار بن إسرائيل الدمشقي (١) : كنتُ عند السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب فحضر إليه رسول أمير المدينة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ومعه قود وهدايا، فلما جلس أخرج من كمه مروحةَ سعفٍ بيضاء، عليها سطران من نساجةِ السَّعف الأحمر وقال: الشريف يخدم السلطان، وقال: خذْ هذه فما رأيت أنت ولا أبوك ولا جدُّك مثلها، فاستشاط صلاح الدين غضباً، فقال الرسول: لا تعجل بالغضب قبل تأملها، وكان صلاح الدين ملكاً حليماً، فإذا عليها مكتوب:
أنا من نخلةٍ تجاورُ قبراً ... ساد مَنْ فيه سائر الناس طرا
شملتني سعادةُ القبرِ حتى ... صرتُ في راحة ابن أيوب اقرا وإذا هي من خوص النخل الذي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبلها صلاح الدين ووضعها على وجهه.
٦٣٩ - مروحة الأديم: وتسمى الهندية وهي نوعان إحداهما مستديرة إلا موضع النصاب لا غير، والأخرى مستديرة ثم يقطع ربع دائرتها الذي يلي الوجه.
٦٤٠ - الشريف:
مروحة الهند إذا ما بَدَتْ ... فوصفها من فلسفيٍّ حكيمْ
كأنها البرجاسُ في دَوْرِهَا ... لكنها دائرة من أديم
وأعطتِ الجلاّسَ أنفاسَها ... عدلا فكانت لولباً للنسيم ٦٤١ - الشيخ شرف الدين التيفاشي المصنف:
وبدر تمّ غدا ينفي الحرورَ كما ... ينفيه مُشْبِهُهُ في الأفق إنْ طلعا