للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يهدي لأَرواحنا روحاً بمروحة ... من الأَديم إذا ما حُسْنُها برعا

كالشمس ترعدُ من بدرٍ ألمَّ بها ... مقارناً كاسفاً من جرمها الربعا

حظ اللحاظ وحظّ الروحِ قد جمعا ... فيه لكل جليسٍ يأتيان معا ٦٤٢ - وله:

ومروحةُ الهند من فيلهم ... أُقيمُ على ذاك برهانَهُ

أَلستَ تراها إذا روَّحَتْ ... كما روَّح الفيل آذانه

وتعدلُ صاحبها في النسيم ... ينال ويشمل جيرانه ٦٤٣ - ولابن خروف (١) (٢) :

ومروحةٍ إنْ تأملتها ... ترى فلكاً دائراً في اليدِ

وَتُطْوى وَثُنْشَرُ من حسنها ... فتشبه قُنْزُعَةَ الهدهد ٦٤٢ - مروحة الخيش: هذه المروحة محدثة في زمن بني العباس؛ ذكر جحظة البرمكي في كتابه " في العطر " قال: كان سبب حدوث مروحة الخيش أن هرون الرشيد دخل يوماً على أخته علية بنت المهدي في قيظ شديد، فألفاها قد صبغت ثياباً بزعفران وصندل، ونشرتها على الحبال لتجف، فجلس هارون بمقربة من تلك الثياب المنشورة، فجعلت الريح تمرُّ على الثياب فتحمل منها ريحاً بليلة عطرة، فوجد لذلك راحة من الحرّ واستطابه، فأمر أن يصنع له في مجلسه مثله، فكثر واستعمله الناس.

٦٤٥ - ومن ملح ألغاز الصاحب بن عباد فيها قوله لأبي العباس الخازن في يوم قيظ: ما يقول الشيخ في قلبه؟ فلم يفهم عنه، أراد في قلب " الشيخ " وهو " خيش ".

٦٤٦ - كشاجم (٣) :

وبيتٍ نشيِّدُهُ في الهجير ... على غير أسٍّ وثيقِ البناء


(١) الغزولي ١: ٦٥ وحلبة الكميت: ١٥١ وابن خروف هو أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف القرطبي الشاعر؛ هاجر إلى المشرق وسكن حلب وتوفي فيها ٦٠٤ (وهو غير ابن خروف النحوي وخلط بينهما ابن سعيد في الغصون اليانعة: ١٣٩) انظر ترجمة الشاعر في صلة الصلة: ١١٤ والتكملة رقم ١٨٩٤ وزاد المسافر (رقم: ٦) والذيل والتكملة ٥: ٢٩٦ وصفحات متفرقة من نفح الطيب.
(٢) الغزولي ١: ٦٦.
(٣) لم ترد في ديوانه.

<<  <   >  >>