للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧٥٥ - علي بن أحمد:

سرى موهناً كوجيب الفؤادِ ... أو هزة الصارمِ المنتضى

يخالُ له في خلال الحبيِّ ... جداولَ من ذهبٍ قد جرى

ترعَّدَ مثل زئيرِ الهزبرِ ... أصيبَ بأشبالِهِ فاجترا ٧٥٦ - وآراء الفلاسفة في البرق والرعد: أن البرق والرعد واحد، وهو احتقان أبخرة نارية لطيفة في بخار كثيف رطب مجتمع متراكم، يحتقن ثم ينفلق بقوة، كما تنفلق البيضة المشواة في النار إذا احتقن بخارُها دفعة واحدة، فتظهر الأجزاء النارية عند انشقاقه. قالوا: فظهورهما إلى الوجود هو في وقت واحد، وإنما يُرى البرق من قبل أن يُسمع الرعد، لأن البصر يدرك مبصراته في غير زمان، والسمع لا يدرك مسموعاته إلاّ في زمان، فلأجل ذلك يُرى البرق قبل أن يُسمع الرعد، قالوا: وليس لا يكون الرعد إلا من احتقان البخار بل ربما كان بسبب فساد من السحب المدافعة بعضها بعض بالرياح الشديدة.

الغيم والرباب:

٧٥٧ - الغيم (١) والسحاب يكون في قليل السحاب وكثيره، والغمام واحدتها غمامة، وهي الغراء البيضاء من السَّحاب البيض، والمزن من السحاب واحدتها مزنة، ومنه الحمّاء وهي السحابة السوداء، والركام الكثير الذي قد تراكم بعضه على بعض، والرباب السحابة الرقيقة السوداء تكون دون الغيم في المطر، ولا يقال لها ربابة إلا في المطر؛ والمكفهرُّ من السحاب الضخام البيض، والجهام: السحاب الذي يراق ماؤه، والمكفهر من السحاب: الضخام المتراكب.

٧٥٨ - الثعالبي في كتاب " سر الأدب " (٢) : أول ما ينشأ من السحاب هو النشأ، فإذا انسحب في الهواء فهو السحاب، فإذا تغيرت له السماء فهو الغمام، فإذا أظلّ فهو العارض، فإذا كان ذا رعد وبرق فهو العراض، فإذا كانت السحابة قطعاً صغاراً متدانياً بعضها من بعض فهي النمرة، فإذا كانت متفرقة فهي القزع.


(١) قارن بالأزمنة والأمكنة ٢: ٩٣.
(٢) انظر سر الأدب: ٨٧.

<<  <   >  >>