للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مرتجَّةُ الأَرجاءِ يحبس سيرها ... ثقلٌ فتعطيه الرياحُ سراحا

أَخفى مسالكَها الظلامُ فأوقدت ... من برقها كي تهتدي مصباحا

فكأنَّ صوت الرعد خَلْفَ سحابها ... حادٍ إذا وَنَتِ الركائب صاحا ٨٢١ - ابن وكيع (١) :

وسحابٍ إذا همى الماءُ فيه ... أَلهبَ الرعدُ في حشاها البروقا

مثل ماءِ العيونِ لم يجرِ إلاّ ... ظلَّ يُذكي على القلوبِ حريقا ٨٢٢ - ابن المعتز (٢) :

باكيةٌ تضحكُ عن بروقِ ... سَرَتْ بجيبٍ في الدُّجَى مَشْقوقِ

مالَتْ إلى المحلِ اليبيس الريق ... كَمَيْلِ مشتاقٍ إلى معشوق

فاشتملتْ على الثرى كالزيق ... كأنّما تبكي بكا المشوق حتى غدا في منظرِ أنيق ... ٨٢٣ - شاعر:

وبكٍر إذا ما حدتها الجنوب ... رأيتَ العشارَ تؤمُّ العشارا

ترى البرقَ يبسمُ سرًّا لها ... إذا انتحب الرعدُ فيها جهارا

إذا ما تبسَّمَ وسميُّها ... تعصفر بارقُها واستطارا

يعارضها في الهويِّ النسيم ... فينثر في الأرض دراً صغارا

فطوراً يشقُّ جيوبَ الحياء ... وطوراً يسحُّ دموعاً غزارا ٨٢٤ - قال أبو علي حسن بن رشيق: تذاكرت أنا وعبد الله بن محمد التميمي ما قيل في دنوِّ السحاب، فعرض لنا قول محمود بن الحسين كشاجم في سحابةٍ وصفها:

دَنَتْ من الأرضِ على جلالها ... كأنَّما تسألها عن حالها فقلت: لو أشار إلى العناق لكان أوصف، فأنشدني في الغد من قصيدة:

يا ربَّ متأقةٍ تنوء بثقلها ... تسقي البلادَ بوابلٍ غَيْداقِ


(١) اليتيمة ١: ٣٣٨.
(٢) ديوان ابن المعتز ٤: ١٠٦ وتشبيهات ابن أبي عون: ١٦٢.

<<  <   >  >>