للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٨٤٤ - ب - وقال آخر:

قد قلت إذ خرجوا لكي يستمطروا ... لا تقنطوا واستمطروا بثيابي

لو في حزيرانٍ هممتُ بغسلها ... غطَّى ضياء الشمس جَوْنُ سحاب ٨٤٥ - شاعر (١) :

خرجوا ليستسقوا وقد نشأتْ ... مشمولةٌ شَرِقٌ بها السَّفْحُ

حتى إذا وقفوا لدعوتهم ... ودموعهم بخدودهم سَحُّ

كُشِفَ الغمامُ إجابةً لهمُ ... فكأنّما خرجوا ليستصحوا ٨٤٦ - دخل أعرابيٌّ (٢) المسجد وبه أبو علقمة النحويّ يدعو دعاء الاستسقاء، قال الأعرابي وألحّ في سؤاله، فقال أبو علقمة: ارفق حتى نفرغ من دعائنا ثم نعطيك أحمر اللون وازناً، ثم ابتدأ فقال: اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمدٍ وعظِّمْهُ وكرِّمْهُ اللهم من أرادنا بسوء فأحطِ السوء برأسه كإحاطة القلائد بترائب الولائد، وأرسِخْهُ على رأسه كرسوخ السجّيل على رؤوس أصحاب الفيل، اللهم اسقنا سقياً مغيثاً مريًّا مريعاً تاماً عاماً مثعجراً مجلجلاً هزجاً مسحنفراً ودقاً سحًّا سفوحاً طبقاً تخصُّ به حاضرنا وبادينا، تنبتُ به زروعنا وتحيى به ضُروعنا، إنك على كل شيء قدير. قال: فوثب الأعرابي مولياً، فقال أبو علقمة: يا أعرابي أين يراد بك؟ قال: إلى جبلٍ يعصمني من الماء، يا خليفة نوحٍ في قومه.

٨٤٧ - أبو على ابن مقلة الوزير:

لا يكن للكاس يومَ ال ... غيثِ في كفِّكَ لبثُ

أو ما تعلمُ أنّ ال ... غيثَ ساقٍ مستحثّ ٨٤٨ - كشاجم (٣) :

باكر الصبحةَ هذا ... يومُ عُودٍ وَمُدامِ

ما ترى بالله ما أَح ... سَنَ آداب الغمامِ

بدأ القطرُ بِطَلّ ... ثم ثَنَّى برهَامِ

وانجلى مثلَ انجلاءِ ال ... غمدِ عن مَتْنِ الحسام


(١) الشعر لابن الطراوة عند ابن خلكان ٤، ١٦٠ مع اختلاف في الرواية، انظر معاهد التنصيص ٢: ٥٢ وألف باء ١: ٣٧٦ وربيع الأبرار، الورقة: ١٨ ب.
(٢) قارن بوصف المطر: ٢٦.
(٣) ديوان كشاجم: ٤٤٤.

<<  <   >  >>