للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٨٦٧ - يوسف بن حمدان (١) :

ولقد ذكرتكِ والنسيمُ مُعَنْبِرٌ ... والبحرُ منبعثٌ بلا أمواجِ

والمزنُ يقطرُ فوقه فكأنه ... درّ تساقَطَ فوق صَرْحِ زجاج ٨٦٨ - كتب القاضي التنوخي إلى الوزير المهلبي:

سحابٌ أتى كالأمن بعد تخوُّفِ ... له في الثرى فعل الشفاءِ بمدنفِ

أكبَّ على الآفاق إكبابَ مطرقٍ ... تذكر أو كالنادم المتلهف

ببرقٍ لو المقرورُ أصبح يصطلي ... من الأرض في قلب الشتاء به دفي

ومدَّ جناحَيْه على الأرض جانحاً ... فراح علبها كالغرابِ المرفرف

غدا البحر بحراً زاخراً وانثنى الضحى ... بظلمته في ثوبِ ليلٍ مسجَّف

يعبِّسُ عن بَرِقٍ به متبسم ... عبوسَ بخيلٍ في تبسُّم مُعْتف

دُجَاهٌ إذا ما لاحتِ الشمسُ مُبْطِلٌ ... سناها كمنٍّ مبطلٍ منَّ مسعف

كأنَّ التماعَ البرق في ظلماته ... هدىً في ضلالٍ يبتدي ثم يختفي

تحاولُ منه الشمسُ في الجو مخرجاً ... كما حاول المغلوبُ تجريد مرهف

إذا وَصَلَتْهُ شمألٌ صدَّ قاطعاً ... صدودَ المعنَّى عن عذولٍ معنِّف

فأفرغ ماءً قال واردُ شربه ... أسلسالُ ماء أم سلافةُ قرقف

غدا رحمةً للناس غيري فإنه ... عليَّ عذابٌ ماله من تَكَشُّف

سحابٌ عداني عن سحابٍ وعارضٌ ... مُنِعْتُ به عن عارضِ متوكّف ٨٦٩ - أبو تمام:

وعلمتُ ما يلقى المزورُ إذا همت ... من ممطرٍ ذفرٍ وطينِ حفافِ

فجفوتُكُمْ وعلمتُ في أمثالها ... أنَّ الوَصُولَ هو القَطُوعَ الجافي ٨٧٠ - آخر (٢) :

منع الوحلُ أن نؤدي الحقوقا ... ويزورَ الصديقُ منا الصديقا

سيّما العاجزُ الضعيفُ إذا قا ... ل له الراكبُ الطريقَ الطريقا


(١) اليتيمة ٢: ٣٤١ - ٣٤٢ ومعاهد التنصيص ٢: ١٥ ونهاية الأرب ١: ٧٩.
(٢) ازاءه بهامش ص: منع التزاور بالمطر.

<<  <   >  >>