للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والانتحال، وأرادوا امتحانه، فقال لهم أحد الخالديَّين: أنا أكفيكم أمره، ثم اتخذ لهم مجلس شراب احتفل فيه ودعا السلاميَّ وأفاضل الشعراء بالموصل وطعموا وشربوا، فبينا هم كذاك إذ صابت السماء فتوقف جميع من بالمجلس، وانبرى السلاميّ فقال بديهاً:

لله درُّ الخالديِّ ال ... ماجد (١) النَّدْبِ الخطيرِ

أَهدى لماءِ المزن عن ... د جموده نارَ السعير

حتى إذا صدر العتا ... بُ إليه (٢) عن حنق الصدور

بعثتْ إليه بعذره ... من خاطري أيدي السرور

لا تعتبوه فإنه ... أَهدى الخدودَ إلى الثغور فسلَّم جميعهم إليه واعترفوا بفضله.

٩٠٠ - قال الشيخ شرف الدين المصنف: نزل بمصر برد عظيم في سنةٍ، وأقام يُباع في السّوق أياماً، ولم يُعهد مثله بمصر، وقتل طير الجوّ، فأنشدني أبو بكر ابن محمد بن عثمان الأسلمانيني في ذلك، وكان في شعبان سنة ثلاث وأربعين وستمائة:

قلْ للرماة تنحَّوْا عن مقاعدكم ... فقد كفى الله رميَ الطير كلَّ يدِ

وأصبح الجوُّ يرميها فيصرعها ... من حالقٍ بمصيباتٍ من البرد وتوفي هذا الشاعر في رمضان من السنة المذكورة.

٩٠١ - الأمير أبو الفضل الميكالي في الجليد (٣) :

ربِّ جنين من حياً نمير ... مهتَّكِ الأستارِ والضميرِ

سللته من رحم الغدير ... كأنّه صحائفُ البلور

أو أُكَرٌ تجسَّمتْ من نور ... أو قِطَعٌ من خالصِ الكافور

لو بقيت سلكاً على الدهور ... لعطَّلَتْ قلائد النحور

وأخجلتْ جواهرَ البحور ... وسميت ضرائرَ الثغور

يا حُسْنَهُ في زمن الحرور ... إذ قَيْظُهُ مثلُ حشا المهجور


(١) اليتيمة: الأوحد.
(٢) ص: بدت العباب السر، والتصويب عن اليتيمة.
(٣) اليتيمة ٤: ٣٧٤ وزهر الآداب: ٨٧٠.

<<  <   >  >>