للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩٣٥ - مهيار (١) :

يا نسيمَ الريحِ من كاظمةٍ ... شدَّ ما هجتَ الأَسى والبُرَحَا

الصَّبا إن كان لا بُدَّ الصَّبا ... إنها كانتْ لقلبي أروحا ٩٣٦ - إبراهيم الصولي (٢) :

تمرُّ الصَّبا صفحاً بساكن ذي الغضا ... ويصدعُ قلبي إذ يهبُّ هبوبها

قريبةُ عهدٍ بالحبيب وإنما ... هوى كلِّ نفس أين حلَّ حبيبها ٩٣٧ - معدّ (٣) بن حسن بن جبارة:

ما ترى الشرقَ كيف يُهدي نسيماً ... كلّما مسَّ يابسَ الصخرِ لانا

لم تدعه مجامرُ البرقِ حتى ... طبَّقتهُ من العبيرِ دخانا ٩٣٨ - كان (٤) لبيد بن ربيعة قد آلى في الجاهلية أنْ لا تهبَّ صباً إلا أطعم. وكانت له جفنتان يغدو بهما ويروح على مجالس قومه، فهبّتِ الصّبا يوماً والوليد بن عقبة على الكوفة، فصعد الوليد فخطب ثم قال: إن أخاكم لبيداً نذر في الجاهلية أن لا تهبَّ صبا إلا أطعم، وهذا يومٌ من أيامه، فأعينوه وأنا أوّل كل من يفعل، وأرسل إليه مائة بكرة، وكتب إليه:

أَرى الجزّار يشحذُ شفرتيه ... إذا هبَّتْ رياحُ أبي عقيلِ

أشمُّ الأنفِ أَصْيَدُ عامريٌّ ... طويلُ الباعِ كالسيفِ الصقيل

وَفَى ابنُ الجعفريِّ بحلفتيه ... على العلاتِ والماءِ القليل

بنحرِ الكُومِ إذ سحبت عليه ... ذيولُ صباً تجاوبُ بالأصيل فلما وصلت البكرات والأبيات إلى لبيد قال لابنته: أجيبي عنّي، فلعمري لقد كنت لا أعيها بجواب شاعر، فقالت:


(١) ديوان مهبار ١: ٢٠٢.
(٢) ديوانه: ١٣٩ وديوان المعاني ١: ٢٧٤ وحماسة ابن الشجري: ١٦٩ وهما للمجنون في الأغاني ٢: ٨٥ (ط. دار الكتب) والحماسة البصرية ٢: ١٦٩ ولبعض الأعراب في أمالي القالي ٣: ٩٢ وشرح الأمالي: ٤٤ والزهرة: ٢٢٢.
(٣) ص: معن؛ ومعد بن حسن بن جبارة أحد شعراء الأنموذج؛ نشأ بالبادية من ساحل البحر بنواحي المهدية واستوطن صقلية زمناً ثم عاد إلى وطنه (المسالك ١١: ٢٩٩) وبيتاه في المسالك: ٣٠١.
(٤) الأغاني ١٥: ٢٩٨ والغزولي ١: ٥٢.

<<  <   >  >>