للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصبا:

٩٣٠ - قال صلّى الله عليه وسلّم (١) : " نصرت بالصّبا وأهلكتْ عادٌ بالدبور ".

٩٣١ - تزوج رجل من تهامة امرأةً من أهل نجد، فقالت له يوماً: ما فعلت ريحٌ كانت تأتينا ونحن بنجدٍ يقال لها الصَّبا لا أحسبها عندكم، فقال لها: حجزها عنك هذان الجبلان، فقالت (٢) :

أيا جبليْ نَعْمانَ بالله خليا ... نسيمَ الصبا يخلصْ إليَّ نسيمها

أجدْ بَرْدَهَا أو تشفِ مني حرارةً ... على كبدٍ لم يبقَ إلا صميمها

فإنّ الصبا ريحٌ إذا ما تنفَّسَتْ ... على نَفْسِ مهموم تجلَّتْ همومها قال: ورأيت هذا الشعر منسوباً للمجنون.

٩٣٢ - وللمجنون أيضاً (٣) :

ألا حبّذا يومٌ تهبُّ به الصبا ... لنا وعشياتٌ تدانتْ غيومها

بنعمانَ إذ أهلي بنعمانَ جيرةٌ ... لليلى وإذ ترضى بدارٍ نقيمها

ألا إنَّ أدوائي بليلى قديمةٌ ... وأقتلُ أدواءِ الرجالِ قديمها

وإني لمجلوبٌ ليَ الشوقُ كلّما ... بدا ليَ من أعلام ليلى رسومها

وقد لامني من غيرِ جُرْمٍ أتيته ... أقاربُ ليلى واستخف حلومها

يقولون لي دعها فليلى مشومةٌ ... بنفسي وأهاب يُمْنُ ليلى وشومها ٩٣٣ - شاعر:

أيا جبلي طيٍّ متى أنا نتظرٌ ... بعينيَّ يوماً نظرة لا أراكما

لقد حُلْتُما دونَ الهوى لا سُقيتما ... ودونَ الصَّبا لا بلَّ قطرٌ ثراكما ٩٣٤ - آخر (٤) :

وإني لَتُحْيِيني الصَّبا وتميتني ... إذا هبَّ من بعدِ الشمال جنوبُ

وأرتاحُ للبرقِ اليماني كأنني ... له حينَ يجري في السماء نسيب


(١) مصنف عبد الرزاق ١١: ٨٩ والفقرة: ٩١٧.
(٢) الزهرة: ٢٢١ ومحاضرات الراغب ٤: ٥٥٠ والغزولي ١: ٥١ ونهاية الأرب ١: ١٠٢ وديوان المجنون: ٢٥١، (وفيه مزيد من التخريج) .
(٣) البيتان الأولان في الزهرة: ٢٢٥ والديوان: ٢٥٢.
(٤) الزهرة: ٢٢٣.

<<  <   >  >>