للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنما أغار ابن قسيم على شعر الحصري المتقدّم.

١٠١٣ - موسى بن سعيد الغرناطي (١) :

الريحُ أقودُ ما رأيتُ لأنها ... تبدي خبايا الرّدفِ والأَعكانِ

وتميلُ بالأغصانِ بعدَ علوّها ... حتى تقبلَ عارضَ الغدران

ولذلك العشاقُ يتخذونها ... رُسُلاً إلى الأحبابِ والأوطان البيت الأول يقرب من معنى قول البها زهير الكاتب (٢) :

حبّذا نفحةُ ريحٍ ... فرَّجَتْ عنّيَ غُمَّهْ

ضربتْ ثوبَ فتاةٍ ... أكثرتْ تيهاً وحشمه

فرأيتُ البطنَ والسرّ ... ةَ والخصرَ وثمّه والجميع راجعٌ إلى قول الأول (٣) :

أبتِ الروادفُ والثديُّ لِقُمْصِها ... مسَّ البطونِ وأنْ تمسَّ ظهورا

وإذا الرياحُ معَ العشيِّ تناوحت ... نَبَّهْنَ حاسدةً وهجن غيورا ١٠١٤ - اشتدت بأبي العيناء ريح كانت تتعهده، فكتب إلى طبيب: أمّا بعد فإن جسدي مرتعُ الرياح الأربع، فأما صدري فمهبُّ القبول، وأما ظهري فمنشأُ الدبور، وأما جانبي الوحشي فمَدْرجة الجنوب، وأما شماله فَمَعْصَفَةُ الشمأل، والفؤاد من قوم عاد، والله علي من الشهود، أنني مؤمن بهود، فهل لي أمان من النذير، ورجاء من حسن التدبير؟.

١٠١٥ - قال أحمد المصنف: أورد القاضي أحمد بن مطرف الكناني في كتابه المسمى ب " الرتيب " للرياح مائةً وستة عشر اسماً في لغة العرب اختصرناها لأن كتابنا ليس كتاب لغة فنذكرها فيه.

١٠١٦ - قال: آراء الأطباء في تغييرالهواء: إعلم أن لكل ريحٍ من هذه الرياح

تغيَّر مزاج بالهواء إلى مزاجها وتؤثّر في الأبدان تأثيراً خاصاً لا تؤثره الأخرى.

١ - فالشمأل (٤) تقوى الأبدان، وتصفي الأرواح والأخلاط والحواسّ


(١) الأبيات في الفوات ٣: ١٠٤ والغزولي ١: ٥٤ ونسبها لابنه علي بن موسى وذكر قصة حدثت بمصر.
(٢) ديوان البهازهير: ٣١٠.
(٣) هما في أمالي ١: ٢٤ والحماسة البصرية ٢: ٩١ ونهاية الأرب ٣: ٦٦.
(٤) قارن بما في القانون لابن سينا ١: ٩١.

<<  <   >  >>