للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفيضُ عليهم بمثلِ الغمام ... أتبعَ وأبلُها طلَّها

يصوبُ فتعرقُ أثوابهُمْ ... ويخرجُ منها وما بلَّها

يمازِجُ كاساتِهِمْ رقةً ... ويظهرُ فيها وما حلّها

وليس بملحٍ ولا بالفراتِ ... يُروى العطاشَ إذا علّها

صفاتٌ يظلُّ لها ذو النهى ... كليلَ القريحةِ مختلَّها

إذا ما اهتدى لطريقٍ أرته ... أُخرى فعادَ وقد ضَلَّها ١١٥٢ - ابن حمديس (١) :

وَقُضبٍ من الشمع مصفرةٍ ... تريكَ من النُّورِ نوارها

تذيبُ بياقوتةٍ درَّةً ... وتغمسُ في مائها نارها

تُقلُّ الظلامَ على رأسها ... وتهتكُ بالدَّمعِ (٢) أستارها

كأنا نسلِّطُ آجالها ... عليها فتمحقُ أعمارها ١١٥٣ - شاعر:

أقولُ لصاحبي والراحُ روحٌ ... لجسمِ الكأس في كف النديمِ

وقد حَبَسَ الدُّجى عنا بواكٍ ... تسيلُ نفوسها فوقَ الجسوم

شموعك والكؤوسُ مع الندامى ... نجومٌ في نجومٍ في نجوم ١١٥٤ - آخر (٣) :

أعددتُ لليل إذا الليلُ غَسَقْ ... وقَيَّدَ الألحاظَ من دون الطُّرُقْ

أغصانَ (٤) تبرٍ عَرِيَتْ من الورقْ ... أثمارُهَا مثلُ مصابيحِ الأفق

يُغْني النَّدَامى ضوءُها عن الفَلَقْ ... شفاؤها إن مَرِضَتْ ضربُ العنق ١١٥٥ - أبو عبد الله الوضاحي:

عرائسُ تستضيء بها الكؤوسُ ... كأنّ ضياءَ أوجهها الشموسُ

لها من حُسْنها أبداً نعيمٌ ... لها منه مَدَى الأيامِ بوس

تذوقُ الموتْ ما سَلِمَتْ وتحيا ... إذا ما قُطِّعَتْ منها الروؤس


(١) ديوان ابن حمديس: ١٨٢ ولم يرد فيه البيت الثاني.
(٢) الديوان: تقل الدياجي على هامها.. بالنور.
(٣) الذخيرة ١/ ٢: ٧٨٣ (عدا الشطر الرابع) منسوبة للميكالي.
(٤) الذخيرة: قضبان.

<<  <   >  >>